الحب

في ظلمات النفس ينبت نور ينير دياجيرها و يبدد ظلماتها و يسمو بالنفس لطبقة

الملائكة , إنه الحب ,.....ذلك الوليد الذي يضفي البهجة

على الدنيا و يطلق العنان لمشاعر فياضة تغمر الكون فتحول سجنه إلى براري و قفره

إلى بساتين و ضيقة إلى سعة و حزنه إلى فرح

و يأسه إلى أمل و تشاؤمه إلى تفاؤل

.

الحب ذلك المخلوق الذي طالما بنى قصور شامخة و اسكني إياها و طاف بي بين

حجراتها و لعب معي في بساتينها و سقاني من جداولها ......

يآااااااه ........ياه على حبيب ألقاه فيملأ عيني نور , أحدثه فيملأ أذني ألحاناً , أصافحه

فأملك الدنيا و أضمه فيصبح هو الدنيا .....

آه ... ذلك المخلوق الذي قد يتمرد علي فيدلهني في دنيته و يأسرني فلا أملك زمام

أمري ....

إنه بحر خضم لا نهاية له و لا قرار , ما إن تبحر فيه حتى تجد نفسك في وسط هذا

الخضم لا شاطئ حولك و لا بوصلة تحدد اتجاهك فقط تحركك الأنواء فتملأ شراعك و

تبحر في اتجاه اللا عودة .....

إنك عندما تدخل في نطاق الحب فإنك مسافر بلا هدى أو مؤن ؛ فتارة تمر على واحة

غناء , تارة على صحراء مقفرة و تارة أدغال متشابكة الأغصان و الجدائل تعرقل

الطريق أمامك و تعوق الرؤيا فلا ترى أشياء كثيرة واضحة

.

الحب نعمة نطلبها و نقمة نلقاها ..... فكفانا الله نقمة الحب و جراحه و رزقنا الله لذته

و جماله

.
*

إن نعيم الحب متعة لا يفوقها سوى متعة عذاب المحب قبل لقاء حبيبه